التفاعلات بين آسيان ومجلس التعاون الخليجي في ظل نظام عالمي متغيّر: جسـرٌ بين المنطقتين – الفرص والتحديات

 التاريخ: الثلاثاء، 8 يوليو 2025
المكان: قاعة المعهد الدولي للدراسات الإسلامية المتقدمة (IAIS)، كوالالمبور
الجهات المنظّمة: مركز آسيا والشرق الأوسط للبحث والحوار (AMEC) بالشراكة مع المعهد الدولي للدراسات الإسلامية المتقدمة (IAIS) ماليزيا

مقدمة

في ظل تسارع التحولات الجيوسياسية والاقتصادية على مستوى العالم، يبرز كل من رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ومجلس التعاون الخليجي (GCC) كقوتين إقليميتين لهما تأثير متزايد على الساحة الدولية. وانطلاقًا من هذه الأهمية، نظّم مركز آسيا والشرق الأوسط للبحث والحوار (AMEC) بالتعاون مع المعهد الدولي للدراسات الإسلامية المتقدمة (IAIS)، حلقة نقاشية مغلقة تحت عنوان:
“التفاعلات بين آسيان ومجلس التعاون الخليجي في ظل نظام عالمي متغيّر: جسـرٌ بين المنطقتين – الفرص والتحديات”، وذلك بتاريخ 8 يوليو 2025.

جاءت هذه الفعالية متزامنة مع رئاسة ماليزيا لعام 2025 لرابطة آسيان، وشكّلت منصة جمعت دبلوماسيين ومفكرين وصانعي سياسات لاستكشاف سُبل التكامل الاقتصادي، والتقارب الثقافي، والتعاون الاستراتيجي بين المنطقتين.

الكلمات الافتتاحية والرئيسية

الدكتور مسلم عمران (مدير AMEC)
افتتح الدكتور مسلم عمران الجلسة مؤكّدًا التزام المركز بتعزيز الشراكة بين آسيان ومجلس التعاون. وربط النقاش بمخرجات المؤتمر الدولي الذي نظمه AMEC في جاكرتا عام 2024، مؤكدًا أن الحوار المستمر هو حجر الأساس لتعاون فعّال.
سلط الضوء على أهمية أن تتبنى آسيان ومجلس التعاون مسارًا تشاركيًا قائمًا على الاحترام المتبادل، والحياد الاستراتيجي، والقيم المشتركة، مشيرًا إلى محاور رئيسية، أبرزها:

  • التكامل الاقتصادي: ارتفاع التجارة المتوقعة من 130 مليار دولار (2023) إلى 180 مليار دولار بحلول 2032، مع التركيز على الاقتصاد الرقمي، وصناعة الحلال، وتمويل المناخ.
  • الأمن المشترك: الدعوة إلى التعاون في الأمن البحري والسيبراني، ومواجهة التطرف والأزمات المناخية.
  • بناء الثقة الثقافية: عبر التعليم، وبرامج الشباب، والتعاون الأكاديمي، مدعومًا باتفاقيات وقّعها AMEC مع جامعات في كلا المنطقتين.
  • دور ماليزيا القيادي: كرئيس حالي لآسيان، تمتلك ماليزيا فرصة استراتيجية لقيادة جهود الدمج الدبلوماسي والفكري والاقتصادي بين المنطقتين.

“دعونا نواصل هذه المسيرة بصدق ووضوح وهدف مشترك.”

الأستاذ الدكتور معزلي مالك (رئيس مجلس IAIS ماليزيا)
في كلمته الترحيبية، شدد على ضرورة تجاوز العلاقات الرمزية إلى شراكات عملية، شاملة، وقابلة للتكيّف. واقترح بناء ما سماه “البنية التحتية الفكرية” القائمة على شبكات الثقة وسرديات السياسات المشتركة كأساس للتعاون المستدام.

تان سري سيد حامد البر (المستشار الفخري لـ AMEC)
أبرز في كلمته الجذور التاريخية للتقارب بين آسيان ومجلس التعاون من خلال التجارة والقيم المشتركة. ودعا إلى إنشاء آليات مؤسسية مثل القمم، ومجموعات العمل، وبرامج تبادل المجتمع المدني. واقترح التركيز على مجالات التمويل الإسلامي، الطاقة المتجددة، والسيادة الرقمية كمساحات للتكامل.

🔹 النائب توان ليو تشين تونغ (نائب وزير MITI)
أكد على أهمية تحويل التعاون بين آسيان ومجلس التعاون إلى شراكة واقعية. وأشار إلى القطاعات ذات الأولوية مثل سلاسل الإمداد، والتحول في الطاقة، والحوكمة الرقمية، معتبراً أن رئاسة ماليزيا لآسيان تمثل لحظة مناسبة لدفع جهود اتفاقية تجارة حرة شاملة.

العروض التقديمية من الخبراء

السيدة مريم إسماعيل (ISIS ماليزيا)
سلّطت الضوء على أهمية الإعلام والتعليم ووسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الدبلوماسية الثقافية وبناء الثقة المتبادلة.

السيدة نبيلة ناتاشا عثمان (AMEC)
قدّمت نموذج العلاقات بين قطر وسنغافورة كمثال ناجح يمكن استنساخه لتعزيز التكامل الاقتصادي والدبلوماسي بين آسيان ودول الخليج.

السيدة مسني محمد (MIDA)
استعرضت حجم الاستثمارات الماليزية الذي تجاوز 378.5 مليار رنجيت، مشيرة إلى اهتمام دول الخليج بالطاقة النظيفة والبنية التحتية الرقمية وصناعة الحلال. وشددت على ضرورة وضع الأسس القانونية والتجارية لاتفاقية تجارة حرة بين آسيان ومجلس التعاون.

المداخلات الختامية

الدكتور أحمد البدري عبد الله (نائب الرئيس التنفيذي لـ IAIS)
وضع التعاون بين آسيان ومجلس التعاون ضمن ما سماه “النظام الآسيوي الناشئ”، ودعا إلى تطوير أطر سياسات متعددة الأطراف، ومبادرات للطاقة النظيفة، ومنصات رقمية مشتركة. واقترح ما يلي:

  • ممر اقتصادي مشترك بين آسيان ومجلس التعاون
  • شبكات تفكير وتعاون مجتمعي مشترك
  • منصات للابتكار وتسهيل التجارة

الأستاذ معاذ صيام (مدير RTD – AMEC)
اختتم النقاش باستعراض الركائز الأساسية التي برزت خلال الجلسة، وهي:

  • الانسجام القطاعي: التمويل الأخضر، الاقتصاد الرقمي، تجارة الحلال
  • الدبلوماسية الثقافية والتعليمية: الشباب، الإعلام، الجامعات
  • التنسيق الاستراتيجي: الاستجابة للأزمات، الحوكمة، سلاسل التوريد

وأشاد بالفعالية كمحطة انطلاق نحو شراكة أكثر تنظيمًا واستدامة بين المنطقتين، متماشية مع قيادة ماليزيا الدبلوماسية في 2025.

“لتكن هذه البداية لعلاقات أعمق وأكثر تنظيمًا بين آسيان ومجلس التعاون.”

خلاصات رئيسية

  • العلاقات بين آسيان ومجلس التعاون استراتيجية وليست رمزية، تستند إلى تاريخ مشترك ورؤى عالمية متقاربة.
  • هناك فرص اقتصادية واعدة، خاصة في التجارة، وسوق الحلال، والتقنية المالية، والاقتصاد الرقمي.
  • الثقة بين الشعوب عنصر أساسي لبناء شراكة مرنة ومستدامة.
  • ماليزيا مؤهلة لقيادة الجهود نحو أطر تعاون قائمة على قواعد واضحة وشمولية.

التزام AMEC

يواصل مركز AMEC التزامه ببناء الجسور بين آسيا والشرق الأوسط، من خلال البحث، والحوار، وتيسير الشراكات. وسيبقى فاعلًا في دعم شراكة آسيان–مجلس التعاون بطريقة شاملة واستراتيجية ومستدامة.

 

516295971_1158849289611330_4373443804412733280_n
515037015_1158848282944764_3509152260376400820_n
514276918_1158850452944547_3777120710472686052_n
518272980_1158849436277982_1563502475964219303_n
518270084_1158848929611366_4194921289906387196_n
515438841_1158847899611469_851218708586533546_n

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *